التفريـــــــغ
... ومن ذلك أن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- سُئل سؤالاً، أيهما أفضل حفظ القرآن أم طلب العلم ؟
طبعا يا إخوة الأصل عندنا تتقدم أنه إذا أمكن جمع المصالح جُمعت، لكنّ السؤال هنا إذا تعارض عند الإنسان حفظ القرآن مع طلب العلم ؟ فأيهما يقدّم ؟ أيهما أفضل ؟
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أما العلم الذي يجب على الإنسان عينا كعلم ما أمر الله به وما نهى عنه فهو مقدّم على حفظ ما لا يجب من القرآن، فإن طلب العلم الأول واجب وطلب الثاني مستحب و الواجب مقدّم على المستحب .
طبعا أنتم يا إخوة تعرفون أن طلب العلم نوعان
طلب علم هو فرض عين على المكلّف : و هو الذي لا يقوم الدين إلا به ، أن تتعلم كيف تصلي الصلاة الصحيحة هذا فرض عين عليك لست مخيرا فيه ، أن تتعلم كيف تصوم هذا فرض عين عليك ، إذا أردت الحج -أن تتعلم كيف تحج- هذا فرض عين عليك ، ومازاد عن فرض العين فهو فرض كفاية .
فإذا كان طلب العلم ممّا يتعين عليك فهو مقدّم على حفظ القرآن الذي لا يجب، وحفظ القرآن الذي يجب هو حفظ الفاتحة وما زاد على ذلك فهو غير واجب لكن لا شك أنه من أكمل الفضائل و أعلاها .
فإذا تعارض عندك أن تطلب العلم الواجب مع حفظ القرآن المستحب فإن طلب العلم الواجب مقدم، أمّا إذا تعارض طلب العلم المستحب مع حفظ القرآن، فإن حفظ القرآن مقدم وهذا منهج السلف الصالح -رضوان الله عليهم- أنهم كانوا يبدأون بحفظ القرآن ويقدمون حفظ القرآن على غيره من العلم ولكن هذا إذا كان طلب العلم مستحبا وليس من باب فرض العين .

فرّغه أخوكم : ستر الله عيوبه
محمّد عوّاد