إنَّ هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم

قال الشيخ ابن عثيمين إنني لواثق من أنه إذا عُرِض الإسلام عرضاً صحيحًا على حسب ما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسيكون مقبولاً لدى النفوس؛لأن الإسلام دين الفطرة يقبله كل ذي فطرة سليمة ولا يحتاج إلى كبير عناء بمجرد أن يشهد الرجل أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فإنه سوف يقبل هذا بفطرته التي فطر الله بها عباده

العقيدة

آخر الأخبار

الفوائد
جاري التحميل ...

شروط لا إله إلا الله - الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى




إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد فهذه شرح مختصر لشروط لا اله الا الله من معالي الشيخ صالح الفوزان حفظه الله من كتابه " عَقِيدَة التَّوْحِيد" نسال الله تعالى ان ينفع به.
شروط لا إله إلا الله :
لابد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها؛ وهي على سبيل الإجمال:
الأول: العلم المنافي للجهل
الثاني: اليقين المنافي للشك
الثالث: القبول المنافي للرد
الرابع: الانقيادُ المنافي للترك
الخامس: الإخلاص المنافي للشرك
السادس: الصدق المنافي للكذب
السابع: المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء
وأما تفصيلها فكما يلي:
الشرط الأول العلم
أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته، المنافي للجهل بذلك، قال تعالى {إِلا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف/86]
أي شهد بلا إله إلا الله، (وهُم يعلمونبقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم، فلو نطَقَ بها وهو لا يعلم معناها، لم تنفعهُ؛ لأنه لم يعتقدْ ما تدل عليه

الشرط الثاني اليقين
بأن يكون قائلها مستيقنًا بما تدلّ عليه؛ فإن كان شاكًّا بما تدل عليه لم تنفعه، قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات/15] .فإن كان مرتابًا كان منافقًا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من لقيتَ وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا قلبه فبشره بالجنةالحديث في الصحيح فمن لم يستيقن بها قلبه، لم يستحق دخولَ الجنَّة.

الشرط الثالث القبول
لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه؛ فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به؛ كان من الذين قال الله فيهم {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [الصافات/35، 36]
وهذا كحال عباد القبور اليوم؛ فإنهم يقولون لا إله إلا الله، ولا يتركون عبادة القبور؛ فلا يكونون قابلين لمعنى لا إله
 إلا الله.

الشرط الرابع الانقياد
لما دلت عليه، قال تعالى {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان/22]
والعروة الوثقى لا إله إلا الله؛ ومعنى يسلم وجهه أي ينقاد لله بالإخلاص له

الشرط الخامس الصدق
وهو أن يقولَ هذه الكلمة مصدقًا بها قلبُه، فإن قالَها بلسانه ولم يصدق بها قلبُه؛ كان منافقًا كاذبًا، قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُواإلى قوله {وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة/8-10]

الشرط السادس الإخلاصُ
وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك؛ بأن لا يقصد بقولها طمعًا من مطامع الدنيا، ولا رياء ولا سمعة؛ لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال ( فإنَّ الله حرّم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله الحديث أخرجه الشيخان.

الشرط السابع المحبة
لهذه الكلمة، ولما تدل عليه، ولأهلها العاملين بمقتضاها، قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} [البقرة/165فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حبًّا خالصًا، وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره، وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله

وشروطُ شهادة أنَّ محمدًا رسولُ الله هي:
1 - الاعتراف برسالته، واعتقادها باطنًا في القلب
2 - النطق بذلك، والاعتراف به ظاهرً باللسان
3 - المتابعة له؛ بأن يعمل بما جاء به من الحق، ويترك ما نهى عنه من الباطل
4 - تصديقه فيما أخبر به من الغيوب الماضية والمستقبلة5 - محبته أشد من محبة النفس والمال والولد والوالد والناس أجمعين
6 - تقديم قوله على قول كل أحد، والعمل بسنته.

المصدر : كِتَابُ عَقِيدَة التَّوْحِيد لِلشَّيْخ د.صَالَح بُنّ فَوزَان الفوزان  48-51)
طبعة مكتبة دار المنهاج - الطبعة الاولى-1434هـ .

عن الكاتب

الفقير إلى الله

التعليقات