مقطع قيم
البركة في البصر
لفضيلة الشيخ
د. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
حفظه الله تعالى
البركة في البصر
لفضيلة الشيخ
د. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
حفظه الله تعالى
التفريغــــــ📜ـــ[ 📚المَـ⇩ـصْدَرُ ]ــــ📜ــــــ
قال الشيخ حفظه الله:
.. بأن تبقى ممتعة إلى أن نموت ، وأن تكون محفوظة من الحرام ، سالمة من سماع الآثام ، لا يسمع بها صاحبها إلا ما فيه الخير له في دينه ودنياه ، فهذه بركة السمع .
...قال : وأبصارنا.....
أي بارك لنا في أبصارنا ، والبركة في البصر بأن يبقى العبد ممتعاً به ، يبقى ممتعاً به إلى أن يموت، وهو يبصر ممتعاً بهذه الحاسة العظيمة ، وأيضاً يشمل أو تشمل بركة البصر أن يتعفف الإنسان من النظر إلى الحرام ، فلا ينظر ببصره إلى الحرام ، بل ينظر فيه إلى القرآن كلام الله، وينظر إلى كلام أهل العلم وأحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا خير ما نظرت إليه الأبصار ، القرآن والسنة ، وينظر أيضاً إلى آيات الله عز وجل من سماء وجبال وأشجار وغيرها متفكراً معتبرا ، ينظر إلى طريقة ليمشي إلى المسجد ، ليمشي إلى السوق ، ليمشي إلى طلب رزقه وحاجاته وحاجات أولاده ، ليهتدي إلى الطريق ، هذا كله من بركة البصر عندما يكون مستعملاً في هذه الأشياء .
أما والعياذ بالله من يجعل هذه النعمة في النظر إلى الحرام ولا سيما ما وجد في زماننا هذا وابتلي به كثير من الناس ؛ يجلسون الساعات الطوال أمام القنوات الفضائية ، وأمام الشبكة العنكبوتية ينظرون إلى حُثالات العالم وأوساخ الناس ، وقاذورات العالم ، ينظرون إليها بأبصارهم ، وكأنهم لا يتذكرون أن هذا البصر نعمة الله عليهم ، نسأل الله أن يهدي الجميع وأن يبارك في أبصار الجميع وأسماعهم ، وكأنهم لا يذكرون نعمة الله عليهم بهذا البصر ؛ فينظر غير مستح من الله تبارك وتعالى إلى ما حرم الله عز وجل عليه النظر إليه ، فيجلس ساعات طوال ينظر إلى المحرمات والآثام والأوساخ والقاذورات ونتن العالم وخسائس الناس ، ويهدر بصره ، ويهدر حياته مما يترتب عليه ظلمة قلبه والعياذ بالله.
وقد قال الله – عز وجل - : ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: ٣٠]، ولهذا من بركة بصر الإنسان أن يجاهد نفسه على حفظه ، قد ينفلت منك البصر بنظرة عابرة لكنك مع المقاومة والمجاهدة والاستعانة بالله تبارك وتعالى يتحقق لك بإذن الله عز وجل بركة البصر وحفظه.
وإياك ثم إياك ثم إياك مما سماه بعضهم في زماننا الخلوةالعصرية ، وهي الخلوة التي تكون من كثير من الشباب والشابات مع القنوات الفضائية أو مع الشبكات العنكبوتية عندما يجلس الشاب أو الشابة وحده بالغرفة، ثم يلتفت ويرى الباب مغلقاً ويقول : لا أحد يراني من الناس ، ثم يبدأ ينظر ويشاهد في ما في تلك القنوات من الخسائس والقاذورات ، وينسى أن رب العالمين مطلع عليه .
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوتُ ولك نقل علي رقيب
قل إن الله عز وجل رقيب علي ، مطلع علي ، يراني ، لا تخفى عليه مني خافيه، يراني ماذا أعمل بسمعي ، وماذا أعمل ببصري؛ فيتقي الله جل وعلا، ويجاهد نفسه في حفظ سمعه وبصره ، وفي تقوى ربه تبارك وتعالى، ليكون السمع مباركاً وليكون البصر مباركاً ، وليكون العبد متقياً لله تبارك وتعالى في سمعه وبصره ، وليعلم أن هذا السمع وهذا البصر سيسأله الله تبارك وتعالى يوم القيامة عن كل ما نظر به إليه ، وعن كل ما استمع بسمعه إليه ، كل ذلك يسأله عنه (﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: ٣٦] ، تسأل عن سمعك وتسأل عن بصرك كل ذلك يسألك الله عنه ..الشيخ يبكي..
...قال : وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا...
فبركة البصر تكون بذلك بأن يجاهد المسلم نفسه متقياً ربه تبارك وتعالى محافظاً على بصره ، ولا سيما أن هذا الزمان الذي نعيشه زمن فتن كثيرة ، ولا سيما في كثير من البلاد التي يبتلى فيها أهل الخير ، وأهل الدين ، وأهل الفضل بكثرة الفتن حتى إن بعضهم ليقول متألماً ، ويذكرحاله متألماً ، يقول : أين أذهب ببصري ؟ أين أذهب ببصري ؟ ، إذا خرجت من بيتي ليس أمامي إلى أفخاذ عارية ، وصدور بادية ، وشعور مكشوفة ، وفتن تعصف ، وأنا شاب ......الشيخ يبكي