[التوافق النفسي عند المسلم سببه الإيمان بالقدر –محمد بازمول]
🔦قال محمد بن عمر بازمول في شرح سنن ابن ماجه:
"التوافق النفسي الذي هو مظهر من مظاهر الصحة الشخصية النفسية أصله الإيمان بالقدر، وخلله عدم الإيمان بالقدر، كيف؟
🔎أقول: من أكثر المشاكل التي تعترض الإنسان في حياته ؛ قضايا الرزق والمعيشة؛
إذا كنت تؤمن بالقدر فإنك تؤمن «بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن الخلق كلهم لو اجتمعوا على صعيدٍ واحد إنسهم وجنهم أولهم وآخرهم، أن ينفعوك بشيء ما نفعوك إلا بشيء أراده الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ما ضروك بشيء إلا بشيء أراده الله لك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».
🤚🏻هذا إذا حصل في نفسك واستقر؛ يخلق تواؤمًا ووفاقًا نفسيًا في شخصيتك يجعلك لا تتأثر بشيء من عوارض الحياة الدنيا، فلا تتأثر بمشاكلها؛
👈🏻ولذلك حتى حينما تصيب الإنسان مصيبة من صيغ العزاء التي وردت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنك تقول للشخص المصاب: (اصبر واحتسب)، مثلما قال [للمرأة]: "اصبري واحتسبي فإن كل شيءٍ بأجلٍ"، "إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ، وَلْتَحْتَسِبْ"
فأشار إلى الأجل ، ليبين أنه بقدر الله، وهذا من أجل التذكير بهذا المعنى.
، 🤚🏻ولذلك الله -سبحانه وتعالى- لما ذكر الشخصية الكافرة، ذكره بسمة من سمات الشخصية تميزه عن المؤمن {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ } (المعارج: 19 – 22).
🔦لماذا كان هلوعًا جزوعًا؟؛ لأنه ليس عنده إيمان بالله، وليس عنده إيمان بالقدر الذي هو نظام التوحيد، فالقضية ليست سهلة.
🎁فلنحقق الإيمان بالله فنؤمن بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وأن كل شيء بقدر ، تطمئن نفوسنا وتهدأ قلوبنا وألا بذكر الله تطمئن القلوب.
💎شرح محمد بن عمر بازمول لسنن ابن ماجه (الدرس : 7)
13 / 12 / 1441هـ