#كلمات_مؤمنة
يقول العلامة محمد البشير الإبراهيمي:
" جاء الاستعمار الدنس إلى الجزائر يحمل السيف والصليب، ذاك للتمكن، وهذا للتمكين، فملك الأرض، واستعبد الرقاب، وضرب الجزى، وسخر العقول والأبدان، ولو وقف عند حدود الدنيويات لقلنا: تلك هي طبيعة الاستعمار الجائع، تدفعه الشهوات إلى اللذات فيجري إلى مداها ويقف، وتدفعه الأنانية إلى الحيوانية فيلتقم ولا ينتقم، ولكنه كان استعمارا دينيا مسيحيا عاريا؛ وقف للإسلام بالمرصاد من أول يوم، وانتهك حرماته من أول يوم، فابتز أمواله الموقوفة بالقهر، وتصرف في معابده بالهدم، وتحكم في الباقي منها بالاحتكار والاستبداد، وتدخل في شعائره بالتضييق والتشديد. كل ذلك بروح مسيحية رومانية تشع بالحقد، وتفور بالانتقام، ولم يكتف بذلك حتى احتضن اليهودية وحمى أهلها، وأشركهم في السيادة؛ ليؤلبها مع المسيحية على حرب الإسلام، ويجندها في الكتائب المغيرة عليه..."
(عيون البصائر: 63 ـ 64)