[ مختارات من التفسير الثمين للعلامة ابن عثيمين ]|
فنصيحتي لهؤلاء الذين يفرطون في حق أزواجهم؛ أن يتقوا الله عزّ وجل، فإنّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أوصى بذلك في أكبر مجمع شهده العالم الإسلامي في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ في يوم عرفة في حجة الوداع، قال: « اتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهنّ بأمان الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله »،
فأمرنا أن نتقي الله تعالى في النساء وقال: « اتقوا الله في النساء، فإنهنّ عوان عندكم »، أي: بمنزلة الأسرى لأنّ الأسير إن شاء فكّه الذي أسره وإن شاء أبقاه، والمرأة عند زوجها كذلك إن شاء طلقها وإن شاء أبقاها، فهي بمنزلة الأسير عنده، فليتق الله فيها،
كذلك أيضاً نجد بعض الناس يريد من أولاده أن يقوموا بحقه على التمام؛ لكنه مفرط في حقهم، فيريد من أولاده أن يبرّوه ويقوموا بحقه، أن يبرّوا في المال ، وفي البدن ، وفي كل شيء يكون به البر، لكنه هو مضيع لهؤلاء الأولاد، غير قائم بما يجب عليه نحوهم،
نقول: هذا " مطفّف "، كما نقول في المسألة الأولى في مسألة الزوج مع زوجته: أنه إذا أراد منها أن تقوم بحقه كاملاً وهو يبخس حقها نقول: إنه " مطفّف " ونقول له: تذكر قول الله تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ﴾.
📚 تفسير سورة المطففين (٤٣٩/١٠).