|[ أكثر الناس يفعلون ذلك طبعًا وعادةً لا يبتغون به وجه الله ]|
✍🏻 قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى :
قال صلى الله عليه وسلم لسعْد بن أبي وقّاص: *« إنّكَ لنْ تُنْفِق نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهـَا وَجْهَ اللّهِ إلاّ ازْدَدْتَ بِها دَرَجَةً وَرَفْعَةً، حَتَّى اللقْمَةَ تَضَعُهَا فِي فِيّ امْرَأتِكَ »* وقال: *« نَفََقَةُ المُسْلِمِ عَلى أهْلـِهِ يَحْتَسِبُهَا صَدَقَةً »*؛ بل نفقة المرء على نفسه وعياله أفضل من نفقته على من لا تلزمه نفقته، لأنّ ذلك واجب، وما تقرب العباد إلى الله بمثل أداء ما افترض عليهم،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: *« كفَى بالمَرء إثماً أن يضيّع من يقوت »*، وقال :" *خـير الصدقة ما كان عن ظهر غنى »* ... وكل هذه الأحاديث في الصحاح، وقال: *« دينار تنفقه في سبيل الله، ودينار تعطيه لمسكين، ودينار أنفقته على أهلك؛ أعظهما أجرا الذي أنفقته على أهلك »،* وهذا حديث ثابت أيضًا .
ولكن أكثر الناس يفعلون ذلك طبعًا وعادةً لا يبتغون به وجه الله تعالىٰ، كما يفعلون في قضاء الديون من أثمان المبيعات والقروض وغير ذلك من المعاوضات والحقوق؛ وهذه كلها واجبات، فمن فعلها ابتغاء وجه الله كان عليها من الأجر أعظم من أجر المتصدق نافلة؛
لكن يتصدق أحدهم بالشيء اليسير على المسكين وابن السبيل ونحو ذلك لوجه الله -تعالىٰ-، فيجد طعم الإيمان والعبادة لله، ويعطي في هذه ألوفًا فلا يجد في ذلك طعم الإيمان والعبادة، لأنه لم ينفقه ابتغاء وجه الله؛ فمن هذا الوجه صار في عرفهم أنّ هذه النّفقات التي لا بد منها ليست عبادة، وقد لا يستشعرون إيجاب الشارع لها، وإنما يستشعر أحدهم ما في تركه من المضرّة العاجلة .
📚جواب الاعتراضات (٩٥/١).