🔊 إصْلَاَحُ النَّاسَ يَحْتَاجُ إلى صَبْرٍ وَتَأَنٍ وَعَدَمُ اسْتِعْجَالٍ ⛔️
❍ ﻗَﺎﻝَ العَلاَّمةُ ابنُ عُثَيْمِينَ - رَحِمَہُ اللهُ تَعَالــﮯَ -
" لا يمكن أنْ يَصلُحَ الناس بين عشيةٍ وضحاها ، ومَنْ أراد ذلك فإنه قد أراد أنْ يُغَيِّرَ اللَّهُ سُنَّتَهُ ، واللَّهُ سُبحانه وتعالى لا يُغَيِّر سُنَّتَهُ ، فهذا نَبِيُّ اللَّهِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بقي في مَكةَ ثلاثَ عشرةَ سنةٍ يَنزِلُ عليه الوحي ، ويدعُو إلى اللَّهِ بالتي هي أحسنُ ، ومع ذلك في النهاية خرجَ من مَكةَ خائفاً مُختفياً لم تتمَّ الدَّعوة في مَكةَ! فلماذا نُريد أَنْ نُغَيِّر الأُمَّة التي مضى عليها قُرونٌ وهي في غَفْلةٍ وفي نومٍ بين عَشِيَّةٍ وضُحَاهَا؟! هذا سَفَهٌ فِي العقلِ وَضَلالٌ في الدِّينِ! الأُمَّةُ تحتاج ُإلى علاجٍ رَفِيقٍ هادئٍ ، ودعوةٍ بالتي هي أحسن ، الأُمَّةُ الإسلاميةُ تحتاجُ بعد الفقهِ في دينِ اللَّهِ والحِكمةِ في الدَّعوةِ إلى اللَّهِ ، تحتاجُ إلى العِلْمِ بالواقِعِ والفِطنةِ والخِبرةِ ، ونَظرٍ في الأمور التي تَحتاجُ إلى نَظرٍ بعيدٍ ، لأَنَّ النتائج قد لا تتبيَّن في شَهرٍ أو شَهرينِ أو سَنةٍ أو سنتينِ ، لكنَّ العاقل يصبِرُ وينظرُ ويتأمَّلُ حتى يعرفَ ، والأمورُ تحتاجُ أيضاً إلى عَزْمٍ وتصَمِيمٍ وصَبْرٍ ، لأَنَّه لا بُدَّ من هذا ، لا بُدَّ من عَزمٍ يندفع به الإنسانَ ، ولا بُدَّ من صَبْرٍ يَثبُتُ به الإنسان ، وإِلاَّ لفَاتت الأمور أو فَاتً كَثيرٌ منها ، واللَّهُ المُستعان " اﻫـ .
↷ انظر : (تفسير جزء عم) (ص - ٢٤٢) .