أنواع الشرور المستعاذ منها في المعوذتين :
قال شيخ الاسلام بن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد 710/2:
الشر الذي يصيب العبد ، لا يخلو من قسمين : إما ذنوب منه يعاقب عليها ، فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه، ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها، وهو أعظم الشرين وأدومهما وأشدهما اتصالا بصاحبه، وإما شر واقع به من غيره، وذلك الغير إما مكلف أو غير مكلف، والمكلف إما نظيره وهو الإنسان، أو ليس نظيره وهو الجني، وغير المكلف مثل الهوام وذوات الحمى وغيرها.
فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها، بأوجز لفظ وأجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة، بحيث لم يبق شر من الشرور إلا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما.