📌 موعظة بليغة لا تقدر بثمن
قال سفيان الثوري - رحمه الله - في وصيته إلى أحد إخوانه يعظه :
✧ أوصيك وإياي بتقوى الله، وأحذرك أن تجهل بعد إذ علمت، وتهلك بعد إذ أبصرت، وتدع الطريق بعد إذ وضح لك.
✧ ولا تغتر بأهل الدنيا بطلبهم إياها وحرصهم عليها وجمعهم لها فإن الهول شديد والخطر عظيم والأمر قريب.
✧ وارتحل إلى الآخرة قبل أن يرتحل بك، واستقبل رسل ربك، واشدد مئزرك من قبل أن يقضى قضاؤك، ويحال بينك وبين ما تريد.
✧ فقد وعظتك بما وعظت به نفسي، والتوفيق من الله ومفتاح التوفيق الدعاء والتضرع والاستكانة والندامة على ما فرطت.
✧ ثم إياك وما يفسد عليك عملك فإنما يفسد عليك عملك الرياء فإن لم يكن رياء فإعجابك بنفسك حتى يخيل إليك أنك أفضل من أخ لك.
✧ وعسى أن لا تصيب من العمل مثل الذي يصيب، ولعله أن يكون هو أورع منك عما حرم الله، وأزكى منك عملاً.
✧ فإن لم تكن معجبا بنفسك فإياك أن تحب محمدة الناس ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك، ويروا لك به شرفاً ومنزلةً في صدورهم، أو حاجة تطلبها إليهم في أمور كثيرة.
✧ فإنما تريد بعملك وجه الدار الآخرة لا تريد به غيره، فكفى بكثرة ذكر الموت مزهداً في الدنيا، ومرغبا في الآخرة.
✧ وكفى بطول الأمل قلة خوف، وجرأة على المعاصي، وكفى بالحسرة والندامة يوم القيامة لمن كان يعلم ولا يعمل.
📝|[ حلية الأولياء - الأصبهاني ]|
ــــــ ✵✵ ــــــ ✵✵