في طريقك لحفظ القرآن، ستتعثر! ستعصف بك رياح الإبتلاءات!
ستحس تارةً بصعوبة الآيات، وتارةً بتفلُّتها!
ستأتي عليك لحظات تودّ لو تحفظ، أو تراجع أو تقرأ، ولكن النفس تتهرب من القرآن!
كل هذا وأكثر ستمر به في رحلة حفظ القرآن..
من الناس مَن يستصعب الطريق؛ فيرجع بعد حفظ آيات أو سور معدوات!
اكتفى بهنّ (المسكين) لضعف همته وقلة عزيمته.
ومنهم مَن علم أن بداية هذا الطريق تمحيص واختبار من الله ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين؛ فجاهد وصبر وصابر حتى وصل لآخر آية من كتاب الله! فهنيئًا له ما فاز به.
رحلة حفظ القرآن -اخواني- لا تنتهي بالختم؛ بل بختم الكتاب تبدأ الرحلة الحقيقية!
رحلة التطبيق لما تم حفظه!
رحلة التنعم بالقرآن!
رحلة البركة والهداية والتوفيق!
رحلة الحياة بطعم القرآن!
إن مشروع حفظ القرآن لا يحول دونه كبر السن، ولا الظروف المادية، ولا الحالة الإجتماعية، ولا غيرها مما يظنه البعض عائقًا في حفظه!
لقد حفظه الصغير والكبير، والغني والفقير، والمريض والصحيح، والعربي والأعجمي!
فما هو عُذرك؟!
والله إنها لحسرة أن تلقى ربك وما تنعمّت بحفظ كلامه في الدنيا!
والله إنها لحسرة حين تجد حامل القرآن في الآخرة يقال له اقرأ وارتق ورتل كما كنتَ ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها!
كيف سيكون حالك وقتها وما معك إلا قصار السور؟!
اصدق الله يصدقك، فوالله لو علم الله منك صدق نيتك في حفظ كتابه لأعانك.