« اعلَم أنَّ الجَمالَ يَنقَسِمُ قِسمَينِ : ظَاهِرًا وبَاطِنًا ،
فَالجَمالُ البَاطِنُ = هُوَ المَحبُوبُ لِذاتِه ، وهُو جَمالُ العِلمِ والعَقلِ والجُودِ والعِفَّةِ والشَّجاعَةِ ،
وهَذا الجَمالُ البَاطِنُ هُو مَحَلُّ نَظَرِ اللهِ تَعَالَى مِن عَبدِهِ ومَوضِعُ مَحَبَّتِهِ كَمَا في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ :
" إنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إلى صُوَرِكُم وأموَالِكُم ولَكِن يَنظُرُ إلى قُلُوبِكُم وأعمَالِكُم ".
وهَذا الجَمالُ يُزَيِّنُ الصُّورَةَ الظَّاهِرَةَ وإن لَم تَكُن ذَاتَ جَمالٍ ؛
فَيَكسُو صَاحِبَهَا مِن الجَمالِ والمَهابَةِ والحَلاوَةِ بحَسَبِ مَا اكتَسَبَت رُوحُهُ مِن تِلكَ الصِّفَاتِ ، فَإنَّ المُؤمِنَ يُعطَى مَهابَةً وحَلاوَةً بحَسَبِ إيمَانِه ؛
فَمَن رَآهُ = هَابَهُ ،
ومَن خَالَطَهُ = أحَبَّهُ ،
وهَذا أمرٌ مَشهُودٌ بالعِيَانِ ،
فَإنَّك تَرَى الرَّجُلَ الصَّالِحَ المُحسِنَ ذَا الأخلاقِ الجَميلَةِ مِن أحلَى النَّاسِ صُورَةً ، وإن كانَ أسوَدَ أو غَيرَ جَمِيلٍ ،
ولا سِيَّمَا إذَا رُزِقَ حَظًّا مِن صَلاةِ اللَّيلِ ؛ فَإنَّهَا تُنَوِّرُ الوَجهَ وتُحَسِّنُهُ ».
✍🏻ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
📕[ رَوضَةُ المُحِبِّينَ || ٢٢١ ]