إنَّ هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم

قال الشيخ ابن عثيمين إنني لواثق من أنه إذا عُرِض الإسلام عرضاً صحيحًا على حسب ما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسيكون مقبولاً لدى النفوس؛لأن الإسلام دين الفطرة يقبله كل ذي فطرة سليمة ولا يحتاج إلى كبير عناء بمجرد أن يشهد الرجل أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فإنه سوف يقبل هذا بفطرته التي فطر الله بها عباده

العقيدة

آخر الأخبار

العقيدة
الفوائد
جاري التحميل ...

📜 باب الخوف من الشرك

 📜 باب الخوف من الشرك


وقول الله عز وجل: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }

[ النساء: (48) ]


وقال الخليل عليه السلام: { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ }

[إبراهيم: 35]


وفي الحديث: " أخْوَفُ ما أخافُ عليكم الشركَ الأصغر". فسئل عنه فقال: "الرياء".


وعن ابن مسعود ،أن رسول الله ﷺ قال : "من مات وهو يدعو من دون الله نداً، دخل النار".

 رواه البخاري .


ولمسلم عن جابر أن رسول اللهﷺ قال : "مَنْ لَقِيَ الله لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا دَخَلَ الْجَنّةَ, وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا دَخَلَ النّارَ".


👈 [ الشرح ]


الباب الثالث الذي بعد ( باب من حقق التوحيد) هو باب ( الخوف من الشرك )، وكل من حقق التوحيد، فلا بد أن يخاف من الشرك، ولهذا سيدُ المحققين للتوحيد محمد عليه الصلاة والسلام كان يكثر من الدعاء، بأن يُبعَد عنه الشرك، وكذلك إبراهيم عليه السلام كان من الدعاء بأن لا يدركه الشرك أو عبادة الأصنام.



فمناسبة هذا الباب لما قبله ظاهرة؛ من أن تحقيق التوحيد عند أهله معه الخوف من الشرك، وقلَّ من يكون مخاطرا بتوحيده، أو غير خائف من الشرك ويكون على مراتب الكمال؛ بل لا يوجد، فكل محقق للتوحيد، كل راغب فيه، حريص عليه، يخاف من الشرك، وإذا خاف من الشرك فإنَّ الخوف -وهو فزع القلب، وهلعه، وهربه، من ذلك الشيء- فإن هذا الذي يخاف من الشرك سيسعى في البعد عنه.



🔶 والخوف من الشرك يُثمر ثمرات:


* منها أن يكون متعلما للشرك بأنواعه, حتى لا يقع فيه.


* ومنها أن يكون متعلما للتوحيد بأنواعه، حتى يقوم في قلبه الخوف من الشرك، ويَعْظُم، ويستمر على ذلك.


* ومنها أنّ الخائف من الشرك يكون قلبه دائما مستقيما على طاعة الله، مبتغيا مرضاة الله، فإن عصى، أو غفل، كان استغفاره استغفار من يعلم عِظم شأن الاستغفار، وعِظم حاجته للاستغفار؛ لأنّ الذين يستغفرون أنواع، لكن من علم حقَّ الله جل وعلا، وسعى في توحيده، وتعلّم ذلك، وسعى في الهرب من الشرك، فإنه إذا غفَل وجد أنه أشد ما يكون حاجةً إلى الاستغفار.


بهذا, لصلاح القلب بوّب الشيخ رحمه الله هذا الباب (باب الخوف من الشرك)،

وكأنه قال لك إذا كنت تخاف من الشرك كما خاف منه إبراهيم عليه السلام، وكما توعّد الله أهل الشرك بأنه لا يغفر شركهم، فإذن تعلَّم ما سيأتي في هذا الكتاب، فإن هذا الكتاب إنما هو لأجل الخوف من الشرك، ولأجل تحقيق التوحيد.


فهذا الكتاب موضوعٌ لتحقيق التوحيد, وللخوف من الشرك والبعد عنه، فما بعد هذين البابين؛ باب من حقق التوحيد، وباب الخوف من الشرك, ما بعد ذلك تفصيل لهاتين المسألتين العظيمتين؛ تحقيق التوحيد، والخوف من الشرك ببيان معناه وبيان أنواعه.


ذكرتُ لك -فيما سبق- أن الشرك هو إشراك غير الله معه في نوع من أنواع العبادة، وقد يكون أكبر، وقد يكون أصغر، وقد يكون خفيا.



📚 كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ( 1/ 46 )

عن الكاتب

الفقير إلى الله

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

إنَّ هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم